الصداقة والحب حالتين انسانيتان .. حالتين ينفصل فيهما الانسان من عالمه الكبير الى علاقة شديدة الخصوصية .. البعض يعتقد انهما كعلاقتان لا يجتمعان ابدا .. والبعض يرى انهما مكملتان لبعضهما البعض
وبين الصداقة والحب عالم ملئ بالاحاسيس والمشاعر وايضا ملئ بالتناقضات والمشاكل دعونا نغوص معا فى هذا العالمان نعيش احساسهما ونحل مشكلاتهما لنصل الى الطريقة الافضل للحفاظ على كلا منهما
فى البداية دعونا نفصل بين الصداقة بمفهومها الانسانى وبين الحب بمفهومه الوجدانى
فالصداقة كعلاقة انسانية تحتاج من الطرفين توافق اجتماعى وثقافى و تلاقى فكرى حتى تصبح الصداقة دائمة فالانسان يبحث فى صديقه عن ما يشتركا فيه عادات وافكار وبالتالى يكون من الصعب ان تجد اصدقاء حقيقيين من بيئات اجتماعية مختلفة وهنا يجب ان نفرق انسانيا بين الصداقة والزمالة .. فالصديق هو من يشاركك ادق اسرار حياتك الشخصية وحتى العملية ..ولكن الزميل هو من يشاركك اقل اسرار حياتك العملية لذلك فهو خارج نطاق بحثنا هذا
اما الحب فانه غالبا اشبه بالمغناطيس الذى يجذب الاقطاب المختلفة فعادة ما يبحث الانسان فى من يحبه على ما يكمل ناقصه فترى الغنى يحب الفقيرة والعكس… فامثلتنا فى هذا المجال عديدة واعتقد ان هذا التناقض يعطى للحب شيئا من المعاناة واجمل مافى الحب معاناته
وبذلك تكون علاقة الصداقة بين طرفين متوازيان ..اما الحب فهو علاقة بين طرفين متقابلين
وكثير منا قد يعيش حياته دون حب حقيقى ولكن من النادر ان يعيش الانسان حياته بلا صداقة حقيقية …لذلك يوجد بيننا من يحب الحب كمعنى ولم يعيشه… ولكن لا يوجد من يحب الصداقة كعلاقة دون ان يعيشها
واسمحوا لى ان اوضح ان بحثنا السابق عن الحب والصداقة بمعناهم المطلق وليس مرتبطا بعلاقة بين الجنسين
ولكننا اذا غوصنا بين الصداقة والحب فى العلاقة بين الرجل والمرأة فسنفرض على انفسنا سؤال ازلى هو هل يمكن ان تؤدى علاقة الصداقة الى حب وهل ممكن ان يتراجع الحب ليتحول لصداقة وقد اختلف عليه الكثيرون فالبعض يقول ان الاحتمالان ممكنان واخرين يستبعدون احدهما او كلاهما وفى رايي ان الطريق من الصداقة الى الحب طريق فى اتجاة واحد ليس له عودة فمن السهل ان تتحول الصداقة الى حب فى بعض الاحيان تكون الصداقة مجرد غلاف لعلاقة حب مختفيه لا يشعر بها الطرفين وفى اغلب الاحيان تكون الصداقة اسهل الطرق للوصول الى قلب من تحب ولكن اعتقد انه من المستحيل ان يتحول الحب الى صداقة الا اذا لم يكن هذا الحب صادقا ولم تكن العلاقة بين الطرفين قد اخذت الوقت الكافى لكى يتكون حبا قويا غير قادر على التراجع
[/size]