النحلاوي ومنصور في مرمى المشاهدين كتب: سمير سعيد متصلون فندوا أباطيل شاهد على العصر : النحلاوي ومنصور في مرمى المشاهدين بثت قناة الجزيرة مساء الأربعاء حلقة خاصة من برنامج “شاهد على العصر” للمذيع أحمد منصور للإجابة عن أسئلة المشاهدين إزاء ما ورد من شهادات للعقيد الس...وري المتقاعد عبد الكريم النحلاوي قائد الانقلاب العسكري الذي أنهى الوحدة بين مصر وسوريا، حيث جاءت كل أسئلة وتعليقات المشاهدين وحتى بعض الشخصيات في مصر، منهم سامي شرف وعدد من أساتذة التاريخ، في غير صالح الضيف، وسط اتهامات له بالخيانة للوحدة العربية، وأنه قاد انقلاباً مدفوع الأجر، وحملوه مسؤولية الانتكاسـات التي حدثت في العالم العربي عقب هذا الانقلاب، واستنكروا بشدة هجوم العقيد المتـقاعد على الزعيم العربى الخالد / جمال عبد الناصر . كان النحلاوي قد بدأ الحلقة بتصميمه على تكرار ما ورد على لسانه من أباطيل ضد الرئيس عبد الناصر، رغم إقراره بزعامته العربية التي ظهرت، على حد قوله، عقب تأميم قناة السويس. كما أكد أن سوريا بعد الانفصال وحتى الآن لم يرتفع في عاصمتها العلم “الإسرائيلي”، وأنها عقدت الأحلاف الاستراتيجية مع الدول الصديقة ولم تقبل المساعدات المذلة، كما فعلت مصر وما زالت . وكانت أول الردود على ما قاله النحلاوي طوال حلقات البرنامج وحتى حلقة أول أمس من مشاهدة بدأت حديثها بقولها “لقد ارتفع ضغط دمي على مدى الـ 11 حلقة الماضية وقد ارتـفع أكثر بمشـاهدة هذه الحلقة وفور اتهامها للضيف بالخيانة قاطعها مقدم البرنامج وعنفها وحذر المشـاهدين الذين يريدون الاتصال بالبرنامج أن يحترموا الضيف ولا يسـيئوا إليه، وقال في لغة تهديد وارهاب لا تجوز من اعلامى محترم يسعى لمعرفة الرأى الأخر خاصة أنه سمح لضيفه المأجور حسبما تثبت الوثائق البريطانية والأمريكية أن يبث أكاذيبه للمشاهدين على مدار 11 حلقة من البرنامج ،أنه لن يسمح بأي اتصال يخرج عن هذا الإطار، وحذر منصور وهو شبه متشنج مخرج البرنامج ومهندس الصوت من السماح لأي متصل بإهانته وإهانة ضيف البرنامج . وقال أحد المشاهدين السوريين، ويدعى فيصل العلي، إن عبد الناصر هو من أطلق على سوريا قلب العروبة النابض مؤكداً أن السوريين اندفعوا في اتجاه الوحدة مع مصر وأنهم كانوا يريدون تـقبيل جبهة عبد الناصر لمشروعه العروبي الوحدوي ووقوفه في مواجهة حلف بغداد والمؤامرات الغربية على العالم العربي وفلسـطين، مستنكراً الهجوم الحاد الذي يشنه النحلاوي على عبد الناصر . ونظراً للردود والاتهامات الحادة من قبل المشاهدين حاول مقدم البرنامج عبثـاً أن يهدئ من جو الحلقة، متوقفاً عن استقبال المكالمات التي أمر بقطع أغلبها بسبب ما حملته من هجوم على النحلاوي، ليوجه للأخير سـؤالاً حول ما ورد في أحد كتب الكاتب المصري الكبير محمد حسـنين هيكل من أن العاهل الأردني السابق الملك حسين قد منح الانقلابيين 20 مليون دولار للقيام بالانفصال لخلافه مع عبد الناصر، وما كان من النحلاوي إلا أن نفى ذلك بالكلية، مدعياً أن ما قيل من أن الانقلابيين قد تـلقوا أموالا سواء من الأردن أو السعودية أو الولايات المتحدة محض افتراء روجت له وسائل الإعلام المصرية ، وعندما أتصل به مصرى يقيم فى باريس أسمه عمرو سامى وطلب من منصور رقم فاكس البرنامج ليرسل له وللنحلاوى وثائق أمريكية وبريطانية تدين النحلاوى وضباط الانفصال وتثبت تلقيهم رشاوى بالملايين للانقلاب على الوحدة ، قفطع منصور الاتصال فورا . كما أنكر النحلاوي أية علاقة للانقلاب بأجهزة المخابرات الغربية، مؤكداً أن الانقلاب كان “مستـقلاً ولا علاقة له بأي جهاز من تلك الأجهزة” . وفور انتهاء النحلاوي من حالة الإنكار هذه حتى أتصل أحد المشـاهدين من بريطانيا ( عمر الحسن ) ليـؤكد أنه اطلع على جزء من وثـائق المخابرات البريطانية المتعلقة بالانفصال وهذه الحقبة، وأن هذه الوثـائق تفيد بأن المخابرات البريطانية كانت تتـآمر برفقة “إسرائيل” لوأد الوحدة بين مصر وسوريا . كما أكد المشاهد أن قيام الوحدة كان حدثـاً استثنائياً عربياً، لذلك تـآمر عليه الجميع . وأرسل السفير السوري الأسبق العقيد محمد جودت الأتـاسي سـؤالاً حمل لهجة الاستنكار حول عدم إعادة الانقلابيين للضباط السوريين الذين تمت إقالتهم في عهد الوحدة واعطائهم حقوقهم، فما كان من النحلاوي إلا أن تعلل بأن “الظروف لم تكن لتسمح بعودتهم” . واتصل مشاهد آخر، وهو ابن الضابط السوري السابق محمد سعيد الدباح الذي عاصر الوحدة، حيث أوضح أن مذكرات والده تؤكد أن ما قاله النحلاوي عن أخطاء الضباط المصريين في سوريا فيه الكثير من التجاوزات، وهو الأمر الذي أصر عليه النحلاوي باتهام هؤلاء الضباط محاولاً تبرير الانقلاب . ومع فشـل إدارة الحلقة وقمع المشاهدين، الذين أجمعوا على اتهام الضيف بأنه خائن ومرتشى قاد انقلاب مأجور ، دمر الوحدة العربية، وكان المسمار الأول فى هزيمة يونيو 1967 أنهى مقدم البرنامج حلقته الأخيرة بطريقة هيستيرية، مشيراً إلى النحلاوي أن هناك 500 سؤال أهمها دوره فى عملية اغتيال عدنان المالكي، ليتفق مع ضيفه على استضافته في برنامجه الآخر وهو “بلا حدود” لاستكمال الإجابة عن هذه الأسئلة وتناول مقتل المالكي . تجدر الإشارة إلى أن الحلقة قد بدأت برد على الانتقادات التي وجهت لمقدم البرنامج على خلفية تعليق وجه فيه إهانة مباشـرة إلى الشعب السوري خلال استضافته للنحلاوي، وأوضح منصور خلال الحلقة أنه يكن للشعب السوري كل الاحترام والتـقدير وأنه لم يكن يقصد الإساءة . وكان منصور في هذه الحلقة، قد تعرض بالسوء للشعب السوري، الأمر الذي أثارغضبا شديدا بين أوساط السوريين حيال ما اعتبروه إساءة شديدة لهم، كما شن على إثره الإعلام السوري هجوماً عنيفاً على منصور، واعتبروه متمادياً وحاقداً وعنصرياً ومتطرفاً . وطالب الإعلام السوري أحمد منصور بالاعتذار العلني للشعب السوري على ما بدر منه خلال إحدى الحلقات، وقالت تقارير صحافية إن محسن بلال وزير الإعلام السوري اتصل بوزير الثقافة القطري وطلب منه معالجة الأمر، بالرغم من أن هناك مَن يقول إن وزارة الثقافة القطرية لا تملك أية سلطة على “الجزيرة” .وحسماً لما أثـاره التعليق من جدل، أوضح منصور أول أمس، وعلى شاشة “الجزيرة” بقوله “أؤكد أنني لم أقصد الإساءة إلى الشعب السوري وأني أكن لكل سوري وطني حر كريم كل الحب والتقدير والاحترام