كان محمد على صديقا لماتيو ديليسبس
ذات ليلة كان محمد على الضابط الالبانى النكرة مدعوا فى بيت ماتيو ووقعت سرقة شوك وسكاكين وملاعق أثناء المأدبة وحامت الشبهات حول الجميع ولكن ماتيو ديلسيبس القنصل الفرنسى الماكر قام بالتحقيق مع الخدم وتفتيشهم جيدا وبدقة شديده فلما لم يعثر على المسروقات وفى لحظة انفعال أعلن ماتيو ديلسيبس أمام المدعوين ان السرقة قد وقعت وصمم المدعون ان يستمر ماتيو فى التفتيش والتحقيق لمعرفة السارق الا الضابط الالبانى النكرة الملحق بالجيش التركى انذاك.والعيون تحاصره تحاصر سراويله الضخمه الفضفاضة التى يستطيع ان يخفى داخلها المسروقات بسهوله ....
كان الضابط الالبانى محتقن الوجه مرتبكا وكان هو الوحيد الذى رفع صوته محتجا على التفتيش وبلباقة فرنسية انحنى ماتيو ديلسيبس امام الضابط الالبانى وقال معتذرا - يا سيدى الضابط لن افتش احدا وانا أعتذر اليك أمام الجميع ...
وخرج المدعون وتبعهم الالبانى يهتز متثاقلا فى سراويله الفضفاضة .
ونهر ماتيو ديلسبس احد الخدم لاأنه اقسم أنه سمع صلصلة السرقات فى سراويل الالبانى
وبعد 30 عاما كان الضابط الالبانى النكرة واليا على مصر يحكمها كيف يشاء وكان صديقا حمياما لماتيو ديلسيبس.
وانتقم فرديناند بن ماتيو ديليسبس للسرقة فسرق من سعيد ابن محمد على الضابط اللبانى مشروع قناة السويس اى سرق مصر باكملها مقابل سرقة شوك وسكاكين و ملاعق.
من الصفحات المثيرة في الوثائق (*) علاقة أسرة ديليسبس بأسرة محمد علي , فنابليون لم ينس مصر بعد أن عاد الي فرنسا بعد13 شهرا من اقامته بها, وبعد أن عاد جيشه مهزوما في1801 ارسل دبلوماسيا اسمه ماتيو ديليسبس الي مصر لاختيار مصر اموالا لفرنسا يحكمها بعد أن قام الانجليز باختيار البرديسي, فوقع اختيار ماتيو ديليسبس علي هذا الضابط الألباني القريب من شيوخ الأزهر فاصطفاه وقدم له المشورة والمساعدة حتي يبرز محمد علي الذي لم ينس ماتيو ديليسبس, وعندما مات هذا الأخير جاء إليه الشاب فردينان كقنصل مساعد لبلاده في الاسكندرية واستقبله محمد علي بحفاوة كبيرة وعرض عليه ان يعمل في القصر مربيا ومعلما لأحب أبنائه اليه وبعد أن توطدت عري الصداقة بين الدبلوماسي الفرنسي الشاب والأمير الذي لم يكن يعرف أن محمد علي أراد أيضا أن يقوم ديليسبس بعملية تخسيس صعبة للأمير الذي كان سمينا الي الحد الذي أقلق الباشا علي مستقبل ابنه, ومن هنا بدأ ديليسبس برنامجا رياضيا شاقا يرويه بالتفصيل في مذكراته التي تعرضها الوثائق كاملة, وتكشف الوثائق أن محمد علي أصدر أمرا بمنع طبخ أو تناول المكرونة في القصر حتي لا يغري ذلك الأمير الذي كان يعشق المكرونة علي الطريقة الايطالية.
ولكن ديليسبس كان يسمح للأمير الشاب بتناول اطباقه المفضلة من المكرونة خلسة ودون علم الأب, متحملا بذلك مسئولية خطيرة أمام الباشا.
ومرت الأيام وولي عصر محمد علي ثم عباس حلمي الأول وجاء سعيد الي الحكم في وقت كانت أسرة ديليسبس تعاني الفقر والعزلة منذ سقوط امبراطورية نابليون, فما كان من ديليسبس إلا أن ركب أول سفينة متجهة للاسكندرية ليصلها في صباح السابع من نوفمبر عام1854 ويلتقي بالأمير الذي أصبح عزيز مصر في خيمة بصحراء العامرية بالقرب من الاسكندرية في11 نوفمبر, وهنا يعرض ديليسبس مشروع حفر القناة علي سعيد الذي قبل فورا ما رفضه والده وكأن سعيدا أراد أن يعبر عن امتنانه لمن قدم له طبق المكرونة الممنوع ليفتح بذلك صفحة جديدة وخطيرة في تاريخ مصر والعالم.
والواقع أن هذه القصة وإن كانت طريفة إلا أنها تكشف أن سعيدا الذي كان بالفعل أول من أدخل العنصر القومي المصري في الجيش وكان مولعا بجيشه لم تكن لديه اية مصادر مالية للمشروع, ولم تكن لديه أي قوة سياسية, فقد كان يعرف أن الأمر والكلمة هي للسلطان العثماني وهذا هو بعينه الذي جعل المؤرخين يعتقدون أن ديليسبس استطاع الحصول علي امتياز حفر القناة بفضل طبق المكرونة.
رسائل ديليسبس الي فوازان بك رئيس مهندسي موقع حفر القناة
أكثر من ألف صفحة مثيرة تضمها مراسلات فردنان ديليسبس مع المهندس الفرنسي فوازان, الذي كان سعيد قد منحه رتبة البكوية وتكشف الحياة اليومية في موقع الحفر بكل التفاصيل من تقدم عملية الحفر الي النفقات الي العلاقات بين العمال من مختلف الجنسيات, الي مسألة السخرة الواقعة علي الفلاحين المصريين وحتي المشاعر الشخصية لديليسبس تجاه هذه القضايا والأوامر التي يصدرها الي فوازان بك باعتباره رئيس شركة قناة السويس البحرية العالمية التي كان قد أسسها لتولي عمليات الحفر في الموقع
ان هذه الحقائق المخزيه تضطرنى الى التساؤل عن القيم التى حكمت مصر اننا مستسلمون لهذه القيم نحترمها ولا نناقشها نحيطها بقداسة مع انها ليست قيم الاخلاق ولا قيم الدين ولا قيم العلم ولا التقدم ما هى اذن قيمتها التى تتحكم فينا وتسيطر علينا وتحدد افاق تفكيرنا ألا توجد قيم على الاطلاق أهى فوضى أو عجز فى عقولنا أمامى الان بحث طويل حتى اصل الى معرفة الاسباب التى ادت الى ضعق الشعب المصرى حتى استطاع المتهمون بسرقة الملاعق والسكاكين السيطرة عليه .